أفغنة مالي بجهود قطرية لتكرار السيناريو السوري بالجزائر

أفغنة مالي بجهود قطرية لتكرار السيناريو السوري بالجزائر.(1) - إعداد: سعد الله الخليل

أفغنة مالي بجهود قطرية لتكرار السيناريو السوري بالجزائر 2012710103742943734_2

أفغنة مالي بجهود قطرية لتكرار السيناريو السوري بالجزائر... (1)

إعداد: سعد الله الخليل

كيف تحولت مالي والتي اعتبرت ذات يوم مثالاً يحتذى للديمقراطية الأفريقية، إلى "أفغانستان غرب افريقيا"جديدة؟ ولماذا انهارت في حالة من الفوضى بعد أن أطاح الإنقلاب العسكري بالرئيس توري أمادو في آذار؟.

بداية الأزمة تمثلت بما تركه الإنقلاب من فراغ في السلطة مكن متمردي الطوارق شمالي البلاد من السيطرة على ثلثيها وبمشاركة مقاتلون إسلاميون محليون وأجانب، ما لبث أن تحول الصراع بين الطوارق والإسلامين حيث أحكم مسلحو حركة التوحيد والجهاد الإسلامية سيطرتهم على شمال مالي بالكامل بدحر مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير ازواد (طوارق) من آخر معقل لهم في بلدة اسونغو قرب غاو، حيث بات بوسعهم فرض النظام الذي يريدونه في بلد يقع شمال غرب إفريقيا، يحده من الشمال الشرقي الجزائر ومن الشرق النيجر ومن الجنوب بوركينا فاسو وساحل العاج وغينيا ومن الغرب السنغال وموريتانيا، وليس له أي منافذ بحرية.

في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 13 مليون ينشط على الساحة 12 حزب أبرزها التحالف من أجل الديموقراطية، وكتلة البديل لتجديد إفريقيا وحزب المؤتمر الديموقراطي الإشتراكي، و الحركة من أجل الاستقلال والنهضة وتكامل إفريقيا، ولم يكن ظهور الحركة الوطنية لتحرير أزواد محض صدفة فهي مكونة من الطوارق الذين قاتلوا في ليبيا ضمن كتائب القذافي، وميليشيات المجلس الوطني الانتقالي وعادوا بعد الحرب الليبية أواخر 2011 ،حيث يرأس المكتب السياسي للحركة محمود آغ علي، ويقودها القنصل المالي السابق فى السعودية "إياد أغ غالي" فقد وضعها المراقبون بمحاولة تنفيس عما يجري في ليبيا من جهة، وللضغط على الجزائر من جهة أخرى، حتى أصبحت تشكل الفصيل الأقوى بين المتمردين الطوارق، مدعومة من طرف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، و"حركة التوحيد والجهاد" فى غرب أفريقيا، وهذه الأخيرة حركة سلفية جهادية تعتمد على عناصر من الأقلية العربية فى إقليم أزواد.

سيطرة إسلامية وسلوك مدمر...

منذ أشهر تحتل حركة التوحيد والجهاد في افريقيا الغربية وجماعة أنصار الدين، المتحالفتان مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، المناطق الثلاث الكبرى الشمالية التي تمثل معاً أكثر من نصف مساحة مالي وهي تمبكتو وغاو وكيدال، حيث عملوا بشكل منهجي على دحر المقاتلين الطوارق بعدما تحالفوا معهم لشن الهجوم على الشمال في كانون الثاني، في يوم إعلان الحركة الوطنية لتحرير ازواد استقلال هذه المنطقة.وخلافاً للمتمردين الطوارق العلمانيين، فإن الاسلاميين لا يسعون إلى استقلال الشمال، بل هدفهم فرض الشريعة في كامل أنحاء البلاد، فقد باشروا بتنفيذ هدفهم في المدن التي يسيطرون عليها حيث يعاقبون بالجلد من شارب الكحول والمدخن والزاني.

في تمبكتو المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي للبشرية دمر مسلحو التوحيد أضرحة أولياء مسلمين، مذكرين بما قامته به حركة طالبان من تدمير للآثار البوذية في أفغانستان، وما اقترفه النازيون يوم جعلوا الكتب حطباً للنار".

مجاعة على الأبواب...

سكان شمال مالي يواجهون خطر المجاعة بسبب الجفاف وفرض حركة "تنظيم القاعدة" سيطرتها على المنطقة، ما أعاق وصول المساعدات إليها.ولم تكن الحرب السبب الوحيد الذي دفع 340 ألف شخص للنزوح من منازلهم منذ بدء توغل المسلحين شمال البلاد، بل النقص الحاد في المواد الغذائية كان له أكبر الأثر في مثل هذه المنطقة الصحراوية القاحلة، فأكثر من 1,6 مليون شخص بشمال مالي يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي ضمن المناطق التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة وحلفاؤه.

هل تفرض إفريقيا النظام بالقوة!!...

ينتظر إقتراح الدول الإفريقية نشر 3 آلاف جندي لاستعادة السيطرة على شمال مالي، تفويضاً من الأمم المتحدة وطلباً رسمياً بالتدخل من باماكو، وهو ما قوبل بتهديد جماعة "التوحيد والجهاد" الإسلامية بمهاجمة الدول التي ستشارك في هذه القوة العسكرية، حيث تبنت اعتداء على مركز للدرك في الجزائر، كما احتجزت سبعة دبلوماسيين من القنصلية الجزائرية في غاو شمال شرقي مالي نيسان الماضي من العام الجاري، وأطلقت سراح ثلاثة منهم وهو ما يدل على الدوافع الحقيقية للمتورطين بالانقلاب الإسلامي بمالي للضغط على الجزائر، وخلق جبهة إسلامية على حدودها كمنطلق لعمليات مستقبلية!!...

وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية، المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا من أي عملية عسكرية شمالي مالي، ودعتها لتلبية مطالب تراها مشروعة للمتمردين الطوارق، كما دعمت المفاوضات مع حركات مستعدة للتحاور مع باماكو، وهو ما يكشف كنه العرقلة الأميركية لإرسال القوات، وفحواه: منح الحركة المذكورة: الوقت للسيطرة على الأرض...

» مالي ارى.............أنه قد طال الغياب
» يان الحزب السوري القومي الاجتماعي....
» هي عقيدة الجيش العربي السوري... وتلك عقيدتكم وعقيدة اسيادكم
» جديد الياسمينة الزرقاء.. تفاصيل (المخطط السري) السوري الإيراني للقضاء على إسرائيل.. وأسباب جنون واشنطن وتل أبيب وأعرابهم (2-5)