ماهر عباس
Maher_abas@homail.comمن كنيسة نجح حمادي الى القديسين ..الفتنة النائمة
توقفت كثيرا امام حادث الارهاب الدنيىء والبشع الذي استهدف مصر من خلال كنيسة القديسين في الاسكندرية ,ومع دخان الحدث الاول الذي ابلغني به صديق بينما كنت داخل الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة لاداء العمرة انتابني داخل الحرم الشريف,بينما كنت استعد للمغادرة لحظة حزن كبيرة على اخواننا الابرياء الذين طالتهم يد الخسة والندالة والغدر في يوم احتفالهم وهم يستعدون لدخول عام جديد نسعد جميعا مودعين خيوط عام 2010 بحلوه ومره . .
سكت لبعض الوقت يلفني حزني وكنت قبل سفرى الى مكة قد كتبت مقالي حول “السودان الجديد ” عقب لقاء مع تليفزيون “الدانة” لحلقة شاملة اعدها الاعلامي اللامع ياسر الشاذلي عبر برنامجه “نقطة نظام “شاركني فيها محلل سياسي سوداني هوالاستاذ نادر جلال وكان من المفترض ان يشاركنا من القاهرة الدكتور مغاوري شحاته امين الحزب الوطني في المنوفية وهو الخبير بمياه النيل وتوزيعها والاستفادة منها وتعذر الاتصال وعلمت بعد الحلقة انه قريب للرئيس الراحل محمد نجيب .
والغيت مقالي السابق تفاعلا ومواسيا لاخوتي المسيحيين والمسلمين ابناء مصر الذين راحوا ضحية حادث اجرامي له اطراف خارجية وداخلية ايضا تحتاج منا جميعا ان نقف مسيحيين ومسلمين نشكل نسيج مصر الواحد المستقر الامن ضده بكل ما نملك من ادوات الفكر والاعلام وننزع جذور هذا الاحتقان الذي شاهدناه عبر الفضائيات عقب الحادث .
وهنا اقف طويلا عند كلمات الرئيس مبارك في بيانه عقب الحادث للامة واشارته الى الاصابع الخارجية التي كانت وراء هذا العمل الارهابي الجبان الذي بلا شك هز الوطن واوجع قلوبنا كمصريين كما اوجع كل محبى الحوار والسلام .كلمات الرئيس جاءت معبرة تماما عن وجدان مصر الشعب الواحد الذي اختلطت دماء شهداؤه دفاعا عن هذا الوطن من ابناء الامة وهنا لا أفرق بين مسلم ومسيحى فكلنا ابناء مصر الوطن والتاريخ والامة .
المطلوب منا كرجال اعلام وابناء هذا النسيج الذي يحسدنا عليه العالم ان نقف معا بالحكمة والعقل لوأد هذه الفتن النائمة التي تسعى من حين لاخر هز صورة وطن لم يعرف على مدى تاريخه الطويل هذه الفتنة البغيضة .وكلنا لم لم يعرف مثل هذه الفتن وتقسيم الامة بين قبطي ومسلم تقسيمات ,كنا صغارا نلعب في قرانا مع جرجس وبنوب وميشل وميخائيل ومريم ومع محمد و احمد وخالد ومحمود وفاطمة .
وفي المدرسة لم تفرقنا الا حصة التربية الدينية اخواننا الاقباط يذهبون الى الاستاذ ميخائيل رزق ونحن الى الشيخ شعلان او الشيخ مهدي عبد ربه ايام جميلة ومازالت لها في الذاكرة نقوش لن يمحوها حادث ارهابي كهذا لايقره الدين او العرف او التقاليد عمل جبان استهدف مصر .
واذكر انه في مارس 1967 وكنت في مرحلة الابتدئي في قرية صغيرة “ميت عفيف ” بالمنوفية عرفت السياسة مبكرا وولد بها اكثر من عالم ازهرى يشار لهم بالبنان بينهم الدكتور عبد الودود شلبي والشيخ محمد الساكت وثلة كبيرة من علماء الازهر الشريف وتعد اشهر قرية في” الكتاتيب” بمصر ,دعاني صديقي جرجس ميخائيل ان ارافقة الى الاسكندرية واذكر ايضا اننا نمنا في غرفة واحدة بفندق محرم بك وتقاسمنا الاكل سويا وعدنا معا مع وفد مدرستنا الابتدائية
واذكر ايام النكسه بعد رحلتنا بشهور الى الاسكندرية كنا جميعا نسير في القرية نهتف سويا بأنه لابد من التصدى للعدوان ومحو عار الهزيمة .
كل هذا تذكرته في الحرم المكي بينما يحدثني الاصدقاء عن بشاعة الحادث وتذكرت حادث نجح حمادي بقنا في مستهل 2010 في يناير الماضي ومن اقترف الاولي ليس بعيدا عن الثانية فالتوقيت متقارب والمناسبة ايضا اصابع واحدة والمجرم واحد والهدف “مصر” من المتربصين بامنها من خلال حادث كنيسة القديسين بالاسكندرية .
وجاءت كلمات الرئيس للامة معبرة وبليغة استشعارا لحادث اجرامي بعد ساعات من وقوعه واختار من كلماته قوله ”تعرضت مصر لعمل ارهابي استهدف الوطن بأقباطه ومسلميه ,وقوله “لقد هز قلوب المصريين مسلميهم واقباطهم .هذا تعبير عنا جميعا وهذا اقوله وقد كتبت المقال بعد انتهائي من العمرة ففعلا الحادث صدم مشاعرنا لان ديننا الاسلامي الحنيف دين السماحة والسلام .
وكما قال الرئيس في بيانه القصير والمعبر ان الارهاب لايفرق بين قبطي ومسلم ولايعرف وطنا ولادينا وان مصر هي المستهدفة .
الارهاب لايزال متربصا بمصر وهذه قراءة اولى لحادث القديسين بالاسكندرية وتوقيته والذي يهدف لجعل مصر ساحة لشرور الارهاب وشغل الدولة كلها عن خطواتها المختلفة داخليا وخارجيا وقبل ايام من استفتاء المصير بجنوب السودان الذي سيتم بعد ساعات من نشر هذا المقال.
هذا الحادث وغيره من حوادث الارهب الاعمي تجعلنا نفكر جميعا ابناء مصر بكل الوان الطيف السياسي وبكل فئاتها ورجالها ومفكروها واساتذة جامعات وغيره ان نقف صفا واحدا من اجل مصر المستهدفة اولا واخيرا وابعادها عن دورها العربي والاسلامي والافريقي والدولي .
ان تعقب هؤلاء وكشفهم مسؤليتنا جميعا من اجل مصر الوطن والمواطن ولن ينال من وحدة مصر حادث يهدف الوقيعة بين نسيج شعب مصر ,وعزاؤنا جميعا للضحايا الذين سقطوا ابرياء لعمل اجرامي جبان .