ياسعدي ارجع لدارك بوتفليقة ماشي مبارك

رسالة ثانية إلى سعدي


2011.02.19


غاب سعدي وعلي بلحاج، أمس، عن المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية، التي عرفت نفس مصير سابقتها.. منع أمني وعزوف شعبي.
قد يكون الداعون إلى المسيرة قد طلبوا من هذين الاسمين الابتعاد عن الميدان، لأن أضرارهما أكثر من منافعهما، والجزائريون لم يعودوا يثقون لا في سعدي ولا في بلحاج، والاتهامات الموجهة إلى الشخصين بمسؤوليتهما في الأزمة التي عرفتها البلاد كثيرة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو خاطئ.
كما يبدو أن سعيد سعدي اختار طريقا آخر لنضاله من أجل التغيير، وهو القيام بحملة إعلامية في وسائل الإعلام الفرنسية الثقيلة، فقد كان مساء الجمعة ضيفا على أغلب القنوات.
سعدي الذي حاول هنا الالتفاف حول حركة الشارع الجزائري المطالبة بالتغيير، رغم محدوديتها وقلة تأثيرها لأسباب تحدثنا عنها من مواقف سابقة، قاد مساء الجمعة عبر قناة "فرانس 2" الفرنسية حملة وتهجمات على جريدة "الفجر" التي لوح بها على بلاتو حصة "سومان كريتيك" متهما "الفجر" بأنها صحيفة النظام، وأنها معادية لليهود، لأن "الفجر" نشرت صورته مع الفيلسوف الفرنسي ذي الأوصل اليهودية، برنار أونري لينيه، الذي لا يخفي مواقفه الداعمة لإسرائيل.. الصورة إياها أخذناها من موقع الأرسيدي نفسه وكنا نعتقد أنه يتفاخر بعلاقته مع هذا الشخص. أما المقال المرفق للصورة فهو للسيدة لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، التي اتهمت سعدي بتقربه من إسرائيل ومن السفارات الأجنبية في الجزائر، في إشارة إلى برقية لويكيليكس عن أسرار نقلها سعدي إلى السفير الأمريكي.
فأين موقع "الفجر" من هذه الاتهامات يا سعدي؟ وأين علاقة "الفجر" بالنظام التي تدعيها؟ أم أنك مثل بوش؛ من ليس معك فهو ضدك، ومن ليس معك فهو مع النظام؟!!
ثم، ماذا كنت ستكون لو لم يحتضنك النظام. أما عداؤنا لليهود الذي ذهبت تشتكينا منه إلى "يهود" "فرانس2"، فهذا ليس شتيمة في نظر الجزائريين، ومع ذلك، شخصيا ليس لي عداء تجاه اليهود كديانة وكشعب له الحق في الحياة مثل كل الشعوب في الأرض، وإنما عداؤنا للدولة العنصرية التي اغتصبت أرض فلسطين، وما تقترفه من مظالم ومجازر في حق هذا الشعب.
صحيح يا سعدي مثلما قلت، أنت أخطأت حقا في هذا الشعب، فأنت لا تعرف مبادئه ولا طموحاته، ولجوؤك إلى الإعلام الفرنسي لن يزيدك إلا اغترابا وابتعادا عن شعب تريد أن تحكمه بالحيلة بعد أن فشلت أو سدت أمامك الطرق السياسية مثلما تقول.
مسيرة أمس التي غبت أو غيبت عنها أثبتت أن أوراقك السياسية كلها احترقت، ولما تتأكد فرنسا من ذلك ستعاملك مثلما عاملت بن علي من أسابيع، ولن تجد لك بلاتوهات تلفزيوناتها تستعملها لشتم كل ما هو معرب وكل ما هو وطني..
أليس من تسميه النظام هو من صنعك منذ أزيد من 20 سنة من أجل إضعاف جبهة القوى الاشتراكية، وسحب البساط من تحت أقدام حسين آيت أحمد، فكنت نسخة باهتة لم تقنع بمشروعك حتى سكان القبائل !؟

حدة حزام