المدير مدير المنتدى
عدد المساهمات : 634 تاريخ التسجيل : 22/02/2010 العمر : 53 الموقع : KHEMIES.AHLAMONTADA.COM
| موضوع: إرهاصات عصر عربي جديد الأربعاء 20 أبريل 2011 - 19:02 | |
| الحدث أكبر من أن يقال عنه سقوط أو هروب طاغية أو ترنح آخر قبل السقوط ولا حتى إعلان الانتصار وانتظاره بكل يقين في هذا البلد العربي أو ذاك, المسألة تتعلق بميلاد حقبة تاريخية عربية وإسلامية وعالمية جديدة, كل شيء يشير إلى ذلك بوضوح تام, من كان يظن مجرد الظن في أن الشعب التونسي العظيم سيتحرك ويحاول مجرد المحاولة الحصول على بعض الحقوق المتواضعة جدا؟ ومن كان يخطر بباله أن الشعب المصري الشقيق سيطيح بطاغية من درجة فرعون في أقل من أسبوع؟ صحيح أن بعض المتنورين كانوا يؤمنون بذلك لكن بشروط تكاد تكون مستحيلة, لقد كانوا يتحدثون عن ضرورة إيجاد النخب الوطنية الشجاعة المضحية بكل شيء من أجل توعية جماهير شعبها وقيادتها إلى النقطة التي يسمح وعيها بفرض التغيير بالتدريج أو ربما بهبة واحدة كما حدث في تونس السباقة المؤسسة لثورة العرب المعاصر وكما سارع الشعب المصري العريق إلى تبني المنهج الثوري التونسي وتطبيقه في غضون أيام قلائل بعد صدوره وتسجيله في سجل الشرف التاريخي بأحرف من ذهب. لا شك أن الشعب التونسي يحوز على مرتبة متقدمة من الثقافة والحضارة مما سمح له باكتساب وعي كاف لتفجير ثورة على وضع لم يعد يطيقه ولا يتفهمه, ولا ريب أن ذلك تزامن مع تطورات الثورة الرقمية إلى درجة غير مسبوقة, من ذلك وثائق ويكيليكس عن تونس بالذات مما زاد في توضيح حدة الفساد والاستبداد الذي يتعرض له شعب أصبح يدرك ما هو عليه بدقة ويرفضه رفضا مطلقا, الأمر الذي جعل لحظة الانفجار تشتعل مع الشعلة المقدسة التي أضرمها في نفسه الشاب البطل المجاهد محمد البوعزيزي, غير عابئ بالطغيان ولا بفتاوى شيوخ السلطان الذين ركزوا في هذه الفترة فتاواهم كلها على الانتحار, دون أن يفكروا لحظة في أن تكييفهم مذنب إلى النخاع ولست أدري لما ذا لم يخطر على بالهم أن الأمر يتعلق بفداء واستشهاد وليس بانتحار وإلا لأصبح الانتحار واجبا وفرض عين على كل شاب وشابة وذلك تناقض لا يمكن أن يستقيم في ميزان الشرع الحكيم. أين كانت النخب في لحظة التفجير الثوري في تونس كما في مصر؟ لقد قال أحدهم قبل شهور إن النخب العربية قد خانت شعوبها, وراحت بأنانية وضيق أفق وبحثا عن مصادر العيش المرفه تسخر نفسها لخدمة السلطان الطاغية وتزين عمله الفاسد المخرب المشبوه مضللة شعوبها في حين أن النخب الأمنية راحت تحمي طغيانه بالتهديد والوعيد والتنفيذ عند أول إشارة منه أو ربما قبل أن يفعل, وقد ردد بعض الأغبياء هذه الأيام حديثا عن حمامات الدم المنتظرة بسب عدم هضمهم للثورة العارمة الزاحفة بسرعة البرق, مما جعل فرعون مصر يكلف رئيس وزرائه الجديد المرفوض بالشروع في المفاوضات مع ما سماه المعارضة, وبالطبع يقصد المتظاهرين وليس المعارضين الذين نصبهم لتزيين نفسه وتلميعها أمام الشعب صاحب الحق الأول والأخير في بلده بما في ذلك تعيين من يشاء وعزل من يراه خطرا على مصالحه العليا وحياته الكريمة ومستقبله الذي ينبغي أن يكون عزيزا ومزدهرا ومعاصرا بكل المقاييس. إذن الثورة اندلعت في تونس ثم مصر دون تأطير ولا قيادة من النخب, فلأول مرة في التاريخ يفجر شعب ثورة ويقودها بنفسه, وقد كان ذلك مخيفا بل مرعبا في الأيام الأولى لما يتبادر إلى الذهن من قمع رهيب وأيضا من فوضى عارمة في حالة انتصار كان احتماله ضعيفا في الأذهان التي كانت تعيش في مناخ ما قبل الثورة, إلا أن العبقرية الثورية الشعبية برهنت على أنها قادرة على تفجير الثورة وقيادتها وإسقاط الطاغية ومطاردة فلوله حتى التحرير الكامل للوطن ورمي كل قاذورات الاستبداد في مزبلة التاريخ, هذا ما حصل في تونس الخضراء صاحبة شرف حق التأليف, وما يحصل الآن في مصر وما أدراك ما مصر صاحبة امتياز تلقي الثورة التونسية واستيعابها وتطبيقها بسرعة عجيبة, حتى أن عبقري السياسة الخارجية للنظام المصري "أحمد أبو الغيط" المهزوم صرح منذ أيام أنه لا يمكن حدوث هذا في مصر لأنها فقط ليست تونس؟ أين هو الآن؟ إنه لا ريب يبحث لاهثا بلهفة عن مكان ما في مزبلة التاريخ اللائقة به إن قبلت استقباله. لكن بالطبع كان للنخب بعضها على الأقل دور في قيادة النصر بعد حصوله والتنبيه إلى مناورات فلول النظام ومحاولتها التمترس من جديد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه, وهو أمر بالغ الأهمية, خاصة وأن هناك كفاءات عالية في كلا البلدين وفيها عدد معتبر لا يمكن وصفه بالتورط في التعيش والتكسب على فتات موائد السلطان, كذلك بعض منظمات المجتمع المدني كالاتحاد العام التونسي للشغل, وبعض الشخصيات المستقلة التي همشها الطغاة لعدم خضوعها المطلق ولعدم استعدادها للبيع والشراء والمتاجرة في المبادئ, كما أن هناك دور مشرف للجيش وهذا عامل حاسم على الأقل في حقن الدماء وسنعود إليه في نهاية هذا المقال. لا جدال في أن الوطن العربي وحتى غيره على مستوى عالمي في جنوب الكرة الأرضية قد دخل عصرا جديدا واضح المعالم, وبالتالي فإن كل شيء في العالم قاطبة سيتغير بسرعة كبيرة, فالنظام العربي البالي المتخاذل المتورط في الوضع العربي المهين قد سقط نهائيا ولن تقوم له قائمة بعد اليوم, بالطبع سيحاول قدر مستطاعه الإصلاح من نفسه وسلوكه لإرضاء شعبه, وقد بدأت هذه المحاولات في أكثر من بلد عربي منذ اللحظات الأولى لسقوط طاغية تونس السيء الذكر, غير أن توقع النجاح لهذه المحاولات ضعيف كون تغيير عقيدة النظام العربي البالي تكاد تكون مستحيلة, بينما العصر الجديد يدخل الشعب عنصرا أساسيا في المعادلة, ولأول مرة يدرك النظام العربي البليد هذه الحقيقة كون حماته الذي كان يراهن عليهم لا يترددون في رميه حتى قبل أن يسقط نهائيا كما هو الحال الآن مع دكتاتور مصر الفرعوني, فقد حاولت الولايات المتحدة أن تمسك العصا من الوسط خلال الأيام الماضية, وبالأمس في اليوم السادس للثورة الزاحفة في مصر العروبة والشموخ رمته بلا شفقة ولا رحمة, وصارت تتحدث تصريحا لا تلميحا عن الانتقال السلمي للسلطة وعن الإصلاحات السياسية الواسعة والمعمقة تلبية لطموح الشعب المصري الكبيرة, هذه الحقيقة المفاجئة للجميع صارت معروفة كل المعرفة من قادة النظام العربي الآيل للسقوط, ولم يبق لهم إلا مداراة شعوبه ومداهنتهم وبذل كل الجهود لكسب ودهم وهي مهمة شبه مستحيلة, ربما قد تطيل عمر ما يسمى بالأنظمة الممانعة لما لها من رصيد لا ينكر من الشعبية المترددة, وقد ينجح بعضها في التكيف وقيادة الثورة الشعبية بنفسه وتفجيرها أصلا لخدمة الوطن والأمة لاسيما وأن المخيف الوحيد الآن هو الشعوب وحدها فقط لا غير, وهناك من الأنظمة خاصة "المعتدلة" منها, من أولئك المتوقع عجزهم عن التكيف تماما فمآلها لا شك السقوط الوشيك, فلا أمل لها في شفقة شعوبها وهي التي عاشت على رؤوسها بالتنكيل والتعذيب والقهر والجبروت والتجويع والتجهيل والتفقير والتعاون مع العدو الذي كان ولا زال صديقها و"حاميها" في اعتقادها الذي تزعزع, ومأساتها هي أنها اكتشفت الآن أنه غير جاد في حمايتها وأنه قد أصبح يتودد للشعوب على حسابها. إذن العصر العربي الجديد هو عصر الشعوب وانتعاش الأمل في الحرية والعدالة والوحدة أو على الأقل إيجاد صيغة مرحلية للتضامن الفعال مثل السوق المشتركة والدفاع المشترك وغير ذلك من التضامن الحقيقي والتعاون لفائدة المصلحة العليا للشعوب بصدق وفعالية ومن غير مراوغات أو أكاذيب أو تقاعس, مما يعني طلاق الأنظمة النهائي مع أمريكا والكيان الصهيوني والغرب وعملائهم في العالم, وسوف تكون العلاقات قائمة مع كل الأطراف على التعاون الحقيقي وتبادل المصالح, مما يجعل التقدم في الوطن العربي عاجلا والكرامة مضمونة وشروط الحياة النظيفة متوفرة, وهو الأمر الذي يعلن منذ اليوم بصرامة ووضوح تام عن ميلاد كتلة عربية عالمية جديدة لها وزنها وحضورها وتأثيرها الكبير على مجريات تسيير العالم, وستكون من نتائجها تقزيم الكيان الصهيوني في مرحلة أولى قبل سقوطه وانهياره الحتمي ورحيله الاضطراري – إن شاء – إلى جمهوريته التي تنتظره منذ عقود من الزمن في روسيا, أو ليعد كل من أفراد عصاباته إلى البلد الذي أتى منه, ذلك أن وظيفته الاستعمارية قد انتهت, وأن علاقات الغرب معه ستكون هي معيار العلاقات مع الكتلة العربية والمسلمة أيضا, وعلى أمريكا والغرب والعالم كله أن يتصرف على هذا الأساس وأن يختار بين هذا الكيان المجرم وبين الكتلة العربية والمسلمة وهو أمر واضح ولا أحد من بلدان الغرب ولا غيره يمكن أن يتصرف ضد مصالح شعبه العليا ولا يستطيع ذلك أصلا لأن القواعد الديمقراطية لا تسمح له بذلك وإلا أصبح مصيره السقوط إلى غير رجعة والذهاب مع أصدقائه الطغاة العرب إلى مزبلة التاريخ أولا: الحكمة الشهيرة تقول الضغط يولد الانفجار وقد تكاثف الضغط على الشعوب العربية من الداخل بالاستبداد والاستعباد والفساد والتفريط في الأوطان وتخريبها, وتجوبع العباد. ومن الخارج بضغط صهيو - أمريكي غربي رهيب, بلغ حد نهب البلدان والأمر بتعديل القرآن وتسمية المستشهد الفدائي البطل بالمنتحر الملعون, وتهديد الأقصى المبارك بالانهيار, وليس الحرمين الشريفين عن ذات المصير ببعيد, وحصار غزة والتصميم على إبادة أهلها والاستيلاء عليها نهائيا ومعها كل فلسطين أرض الأنبياء والرسالات, بالإضافة إلى تدمير العراق وتقسيم السودان وتهديد إيران وتخريب أفغانستان, وكل الأوطان مرشحة لذات المصير, ولا ننسى مهانة شنق رئيس عربي في يوم عيد الأضحى المبارك, وتهديد آخر بالمحاكمة والسجن وربما الإعدام كذلك وكل رموز النظام العربي الهزيل مهددين بذات المصير إن هم لم يطبقوا إملاءات الطرف المعادي للأمة كلها وبالطبع معها حليفها الطبيعي الممثل في الأمة الإسلامية, فكيف لا يكون الانفجار؟؟؟.
ثانيا: تقدم الوعي العربي كما ونوعا لأسباب منها انتشار التعليم تحت ضغط الطلب الاجتماعي الملح, نعم إنه تعليم رديء ومتخلف ولا يزود الفرد بالكفاءات الضرورية الفعالة لخوض غمار الحياة العملية لفائدته ولصالح مجتمعه, لكنه أحسن من عدمه ولا فضل فيه للنظام السياسي كونه مهمة لا يمكن عدم القيام بها ولو برداءة, وهكذا يتحصل المتعلم على الأقل على كفاءة القراءة والكتابة مما يجعله تحت الضغوط الحيوية يواصل بمفرده محاولة التكيف مع العصر. وهكذا يتابع الرحلة الشاقة ويتعلم بمفرده مستغلا وسائط الإعلام والاتصال والمنشورات المتخصصة وغيرها مما هو متاح. وإلى جانب هذا هناك فئة من الناس ذات مواهب طبيعية وهي قادرة على مواصلة المسيرة بمفردها فور امتلاكها لكفاءة القراءة والكتابة, ومن هؤلاء الكثير الذين أصبحوا من مشاهير العلماء على مستوى عالمي, بالطبع إلى جانب كل هذا هناك فئات ميسورة الحال تتلقى تعليما خاصا جيدا في بلدها أو في الخارج مما يجعلها واعية بقدر مناسب وفيها من الأفراد بالرغم من انتمائهم إلى النظام الفالس أو محيطه المنحل الناهب المتخاذل من ينحاز إلى الوطن والشعب ويرفض السير في طريق قذر معادي لشعبه ووطنه. بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التعلم هناك الثورة الرقمية المعاصرة التي قربت البعيد وجعلت العلاقات تنشأ على مسافات خيالية في صور أقوى في كثير من الأحيان حتى من العلاقات القائمة بين أفراد الأسرة الواحدة, وانظروا إلى التعاطف والتآزر الذي انتشر بين الشعوب العربية هذه الأيام بل بين الشعوب على مستوى العالم, حيث خرجوا يتظاهرون مؤيدين للثورة العربية, لقد حاولت النظم البالية مراقبة الاتصالات ومنعها النظام المصري المترنح الآيل إلى السقوط نهائيا هذه الأيام بما فيها الهاتف الأرضي, مما يكشف حالته الذهنية المنتمية إلى العصر الحجري, ومن ذلك أنه منع فضائية الجزيرة أول أمس نهائيا وحجبها حتى من النيل سات, فكان أن أصبحت تغطيتها أقوى من ذي قبل لأنها لم تعد تخاف من أي إجراءات عقابية, وصارت تنقل عن المتظاهرين عوض المراسلين, وهل يمكن لهذه النظم المهترئة أن تغلق الفضاء الشاسع اللانهائي؟؟؟ وتزيل الأقمار الصناعية السابحة فوق رؤوسها والتي تنقل أدق الدقائق عما يحدث عندها؟؟؟ الجواب هو أن هذا أحد المبررات القوية لسقوط هذه النظم المتكلسة العاطلة المعطلة.
لكن ماذا عن موقف الجيش؟ لقد كانت خيبة أمل طاغية تونس في الجيش قاتلة, وها هو نفس الأمر يتكرر في مصر, إننا نرى الدبابات تسير في شوارع المدن المصرية مكتوب عليها "يسقط مبارك" مما يؤشر إلى الانحياز العلني للجيش بصورة مطابقة لما حدث في تونس, بل أقوى لأن الجيش المصري لا يمكن مقارنته عدة وعددا بالجيش التونسي, السبب في ذلك أن الجيش من الشعب وهو أيضا قد نما وعيه وشعر بما يعانيه شعبه ومنه أفراد عائلته, فإذا كان لا بد من الانحياز فليكن للطرف الذي يتعذب وذلك أمر طبيعي في الإنسان بما في طبيعته من صفات الشفقة والعطف والميل إلى الضعيف دون القوي خاصة إذا كان ظالما مستبدا مفرطا في الشعب والوطن ومواليا لأعدائهما, فلا شيء يبرر طاعة الطاغية لارتكاب حمام دم في حق الشعب, وحتى لو حصل ذلك فلن يزيد الثورة تجذرا وصلابة فضلا عن الانتماء الطبيعي العضوي للجيش إلى شعبه ووطنه لا يمكن إغفاله من أي حساب. هذا بصفة عامة عندما نحاول فهم سلوك الجندي البسيط أو صف الضابط أو حتى الضابط الصغير, لكن كبار القادة ربما اعتبروا جزءا من النظام كونهم يشاركون في السلطة ويتمتعون بامتيازات كبيرة, غير أنهم لا ريب لا يمكن أن يذهبوا إلى حد ارتكاب مجزرة أو حمام الدم كما يقولون من أجل شخص فاسد ومحيطه المتورط في النهب والسلب ومن ثم يغامرون بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم من أجل قضية خاسرة لا أمل في إنقاذها حتى بحمام الدم المطلوب من الطاغية بإلحاح, هذا عن الضابط الكبير الذي يتمتع بامتيازات كبيرة ونفوذ قوي, لكنه غير متورط في قضايا الفساد والنهب والسلب لثروة بلده أو التآمر عليها مع أعدائه, وفي تقديري أن أغلب كبار العسكر هم من هذا القبيل وبالتالي فإن الثورة لا تهدد امتيازاتهم ولا تمس نفوذهم الناجم عن وظيفتهم وليس عن علاقات أخرى مشبوهة, فإن وجدت أقلية خاضت في مستنقع الفساد والنهب والسلب والتآمر على البلد فتكون الفرصة قد حانت للتخلص منها حتى من قيادات الجيش وليس الشعب فقط. 1_ لقد تعلمنا الآن عن عبقرية ثورة تونس وتطبيقاتها في مصر أن الثورة أصبحت ممكنة لأي شعب يريد التحرر من الطغيان والاستعمار والعيش الذليل التعيس, وهو قادر على ذلك من غير نخبة نائمة أو متواطئة مستكينة تحت جنح السلطان. 2 – أن الحاجز النفسي من الخوف وغيره قد انهار نهائيا وهو الدرع الرهيب الذي كان الطاغية ومن معه يحتمون خلفه. 3 – أن فترة جديدة من التاريخ قد بدأت هي فترة الحرية والازدهار للشعب العربي ولمن أراد من شعوب المسلمين والعالم كله. 4 _ ضرورة نشأة تضامن عربي غير مسبوق تمهيدا للاتحاد لاحقا لا يمكن التردد حيالها أو التباطؤ والمناورة بشأنها وغير ذلك مما كان يجري في عهد الطغيان والاستعمار . 5 – حتمية ظهور أنماط من التضامن العربي الإسلامي الطبيعية والحتمية ما دام المانع قد زال وما دامت المصلحة العليا للشعوب والأمتين تقتضيها 6_ تقزم الكيان الصهيوني وانكماشه وضعف روافده الاستعمارية مما يمهد لزواله نهائيا. 7 _ تغير جذري في السياسة العالمية بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والعلاقات الثقافية ونقل التكنولوجيا وغيرها من صيغ التبادل المتكافئ للمصالح المشتركة 8 _ وقبل كل هذا لقد أصبح واضحا لدى الطغاة والشعوب أن الجيش بالنسبة للأوائل لا يمكن التعويل عليه كأداة قمع بالضبط كانتفاء حماية حلفائهم الغربيين والصهاينة, أما بالنسبة للشعوب فقد أدركت تماما أن الجيش حليفها ولا يمكن أن يتحرك إلا لحفظ الأمن العام والأرواح والممتلكات العامة والخاصة وملاحقة عصابات النهب والسلب والتدمير والتخريب التي تبين في الحالتين التونسية والمصرية أنها من صلب النظام المنهار وتكليفه انتقاما من الشعب الثائر.
كلام يبدو من صنف الأحلام, نعم ولكنه واقع نعيش لحظاته المجيدة ثانية بثانية منذ أن بزغ فجر الثورة التونسية العبقرية المؤسسة وتحرك الثورة المصرية المستوعبة للعبقرية التونسية بسرعة قياسية, وإدراك الغرب سبب البلاء لحقيقة التحول الجذري الحاصل وانتقاله بسرعة مذهلة ولو نفاقا إلى جانب الشعوب الثائرة على أساس أن يتأكد فيما بعد بدقة كافية عن الوضع النهائي وما ذا يمكن له أن ينقذ من مصالحه الاستغلالية الظالمة أو الاضطرار إلى التعامل المتكافئ مع الوضع الجديد مضطرا على أساس المصالح المتبادلة, وهو ما سيحصل لا ريب, ولله الحمد من قبل ومن بعد. | |
|