هكذا يمكن للجزائر أن تتخلص من التبعية النفطية..

هكذا يمكن للجزائر أن تتخلص من التبعية النفطية..

	كيف يمكن للجزائر أن تنهض باقتصادها، وتتخلص من التبعية النفطية؟ كيف يمكن للجزائر أن تنبني اقتصادا قويا خارج المحروقات؟ هو السؤال المحوري والجوهري، والعنوان المرحلة القادمة من برنامج رئيس الجمهورية. إن إعطاء الأولوية للإنتاج الوطني يتطلب إعادة هيكلة الاقتصاد، هذا التحدي الذي يشكل معركة الجزائر الرئيسية خلال المرحلة القادمة. في شهر أوت 2009، أكد وزير المالية، كريم جودي، على قرار السلطات الذي يتمثل في تشجيع اقتصاد إنتاج محلي. و ذلك من اجل تخفيف فاتورة الإرادات (المقدرة بـ 34 مليار دولار في 2009)، ولقد تم إخضاع جهاز الإنتاج لتحويلات كبرى. تنفق المؤسسات العمومية والخاصة أموال كثيرة من اجل تحسين إنتاجيتها، بتدعيم المستثمرين الذين يراهنون على قدرة الجزائر و تدعيم الدولة التي تقود هذه العمليات عبر إنشاء إطار مرجعي مناسب وتجنيد الموارد المادية الموافقة. يتمثل الرهن والتحدي فيما يلي: إنشاء ثروة محلية ذات قيمة مضافة عالية. بالإضافة إلى برنامج تدعيم البنية التحتية وميزانية تقدر بـ 120 مليار دولار أثناء الفترة 2009/2012، ممولة من طرف الخزائن العمومية. إن الإشراف على العمليات مخول إلى وزارة الصناعة، التي تبقى بعيدة عن هذا القصد ، وقد حددت الحكومة إستراتيجية لتدعيم الإنتاج الصناعي بتقييمه والسماح له أن يلعب دوره الكامل في المنظومة الإنتاجية، كعنصر هيكلة للاقتصاد الوطني، نشر التقدم التقني وترقية الاختراع وكوسيلة إدماج في الاقتصاد الدولي. إن فروع النشاطات المعنية بهذه العملية تخص الكيمياء، الصناعات الحديدية، المعدنية، الميكانيكية والكهربائية ( ص.ح.م.م.ك ) (I.S.M.M.E)، مواد البناء والصناعات الغذائية. وبالتأكيد تكنولوجيات الإعلام والاتصال ( ت.ا.ا ) T.I.C)). يمكن ملاحظة بداية التغيير منذ عدة سنوات. في 2008 سجل القطاع الصناعي العام زيادة في الميدان الخارج عن المحروقات تقدر بـ 3.8% ( حسب الديوان الوطني للإحصائيات) خلال التسعة أشهر الأولى. لتقوية هذه النتائج فان الأعمال العديدة التي قامت بها المؤسسات لها دلالة أيضا، في الوقت الذي قام فيه اقتصاد البلدان الجد المصنعة... يمكن تسليط الضوء على بعض هذه المنتوجات والبضائع المصنوعة بالجزائر والموزعة محليا او مصدرة إلى أسواق كل العالم. الابتكار والتطويـــــر: إن (ANTAR TRADE CONDOR)عنتر ترايد كندور هو عامل رئيسي في الميدان الالكتروني والكهرومنزلي. في 2002 شرعت المؤسسة في إنتاج أجهزة التلفزيون، أجهزة الاستقبال بالأقمار الصناعية التابعة، مكيفات الهواء والأدوات الكهرومنزلية. " في الوضع الراهن فان عمل المؤسسات يقاس بقدرتهم على تلبية طلبات الزبائن بضمان الامتثال للتنظيم الساري المفعول" كما أكده عبد الرحمن بن حمادي، المدير العام الذي راهن على تكوين عمال وإطارات المؤسسة من اجل الوصول إلى مستوى كامل . (ABABOU ELECTRONICS)فان المجموعة التي تحتوي على سبع وحدات إنتاج وتركيب متمركزة ببرج بوعريريج، توظف 1200 شخص. يعتبر رائد الاستقبال بالأقمار الصناعية التابعة في الجزائر وفي العالم العربي و ذلك من خلال أول جهاز استقبال رقمي 100% جزائري، أنشئ عبابو الالكتروني في 1998. واليوم هو ( جوهره التكنولوجيا الجزائرية) كأول جهازرقمي يصدر. ويعتبرأول جهاز مبتكر ومصمم من طرف مهندسين جزائريين. كما أن الشركة تعد عضوا من (GROUPE INDUSTRIEL MEDICOMP)المجموعة الصناعية مديكومب، لصناعة أجهزة التلفزة، أجهزة الطهي ، آلات الغسل ومكيفات الهواء. أما الشركة الوطنية للصناعات الالكترونية(ENIE)، الكائن مقرها بسيدي بلعباس، تهدف للحوز على منصب القيادة فيما يخص صناعة الأجهزة السمعية والبصرية الموجهة للاستهلاك العام. توظف الشركة أكثر من 2600 عامل، و في 2008 ركزت نشاطها على الطاقة الشمسية. و الآن تصنع الأعمدة الضوئية الساطعة.الفاتروم(ALFATRON FILIALE D’ENIE) فرع من الشركة الوطنية للصناعات الالكترونية. تصنع من جهتها أجهزة الإعلام الآلي بقدر 100.000 وحدة سنويا. كما أنها أول شركة ضمن بلدان شمال إفريقيا وغربها التي تحصلت على اعتماد من (MICROSOFT GOLD)مكروسوفت قولد سنة 2007. وعملاق آخر في هذا الميدان: مركز داك للإعلام الآلي D.E.K ( داك كمبيوتر سانتر) لصناعة أجهزة ومستهلكات (الإعلام الآلي، المكتبي و الاتصالي). تحوز هذه المجموعة على 19 وكالة وستفتح على قريب وكالتين بورقلة وتوقرت. يعتبر مركز تطوير التكنولوجيات الحديثة (C.D.T.A) ( م.ت.ح )، مؤسسة عمومية مختص في الإنتاج الصناعي. و قد قامت بالشراكة مع المجموعة الدولية كانتال يوم 18 أوت 2009, لإنتاج أول ليزر جزائري. " هدفنا هو تطوير صناعة حقيقية تساهم في تدعيم اقتصادنا " أشار مدير الشركة . وقد اشترك نخبة المؤهلين الجزائريين المقيمين في الخارج لمشروع البحث هذا. نتائج واتقان: تعتبر شركة سفيتال ( CEVITAL) لصناعة الأغذية الرائد الأول و ذات الحجم الصناعي الكبير، ولها اختصاصات في ميادين أخرى. تعتبر كأول مؤسسة خاصة والسادسة في الوطن. أنشأت من طرف اسعد ربراب، ويتكون المركب من مصفاة للزيت التي تغطي 140 % من احتياجات السوق الوطني، و شركة أخرى تنتج 600.000 طن من السكر سنويا (أي 60% من الاحتياجات الوطنية) ووحدة لصناعة المارغرين. وشركة جزائرية أخرى معروفة مختصة في المشروبات الغازية حمود بوعلام (HAMOUDE BOUALAM)التي كانت تصنع في السابق مشروب (سليكتو) (SELECTO) المشهور المصنوع بنكهة التفاح. أنشأت في 1878 وتعتبر إحدى أقدم مؤسسات الوطن . وتحتوي على ثلاث مصانع بالجزائر، مصنع بوهران و بسطيف،وتنوي فتح مصنعين آخرين قريبا. ويجدي الإشارة إلى أن على رأس الخمس المنتوجات المحليةالمفضلة لدى الجزائريين ملبنة الصومام التي تصدر 20% من اليوغرت إلى ليبيا (أرقام الجاكس 2007) (CHIFFRES ALGEX 2007) الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية. والى جانب هؤلاء الرواد تنشط عدة مؤسسات صغيرة ومتوسطة. حسب أرقام وزارة المؤسسات الصغرى والمتوسطة و الصناعة التقليدية يوجد أكثر من 17.000 في 2008،. من بينهم (VITAJUS)فيتاجي، شركة إنتاج و تسويق عصير فواكه المنشاة في 2000 من طرف الإخوة بلفار (BELFAR). قد حازت على جائزة التصدير 2008، الممنوحة من طرف وزير التجارة. وتعد ضمن الأوائل بقارة إفريقيا التي سجلت وصودقت في إطار ايزو 9001، في 2001. وفيما يخص الميكانيك في هذا المجال أيضا، تنتج الجزائر وتروج جزء من الإنتاج للتصدير. وتعتبر شركة تركيب محركات الجرارت بقسنطينة كدليل. قد أنشأت في 1972 مع شريك ألماني وتقدر قدرتها الإنتاجية بـ 6000 جرار و10.000 محرك. وهكذا تلبي الاحتياج المحلي وتصدر منتوجاتها إلى البلدان الإفريقية والعربية. وفيما يخص السيارات الخفيفة ابرم اتفاق بين الحكومة الجزائرية وشركات ألمانية وصندوق الاستثمار العمومي لأبو ظبي عبار للاستثمارات (ABAR INVESTMENTS)، في أوت 2008 ويخص إنتاج محلي لـ 10.000 سيارة سنويا. المؤهلات الجزائريــــــة: وفيما يخص مواد البناء الذي يعد أكثر من 7154 مؤسسة صغيرة ومتوسطة في 2008، قد سجلت نجاحات عدة. يترأس خير الدين زتشي شركات الخزف الجزائرية، التي تنتج 40.000 م2 يوميا، حائزة على 35% إلى 40% من السوق الجزائري. وفي حوار معه على مجلة (BATIMAG)باتيماق في 2008 , أكد أن مستقبل الخزف يوجد بالضفة الجنوبية للبحر الأبيض لمتوسط. " حاليا إن رواد هذه الصناعة أي الأسبان والايطاليون، يفكرون جديا في توسيع الصناعة اتجاه بلدان المغرب العربي مثل الجزائر. وهذا لغرض خفض سعر منتوجاتهم. كما أن اليد العاملة متوفرة وسعر الغاز المستعمل بكثرة في مجرى الإنتاج هو اقل كلفة خاصة في الجزائر، البلد المنتج". في ما يخص الصناعة البلاستيكية ، يمكن الاستناد إلى المعرفة الجزائرية وأيضا موادها الأولية. يشمل هذا القطاع في طريق النمو أكثر من 600 مؤسسة صغيرة ومتوسطة. إحدى هذه الشركات: (SOTUPLAST)سوتيبلاست. فرع من المؤسسة الوطنية للصناعة البلاستيكية و المطاطية وهي مختصة في إنتاج وتسويق الأنابيب البلاستيكية ومنتوجات العمل اليدوي. توظف 170 شخص. (GENARAL PLAST)أنشئت جنرال بلاست في أفريل 1999، وتصنع منتوجات البوليتيلان في مختلف مراحل إنتاج القارورات. ونرى هنا أيضا أن التجهيزات ذات التكنولوجيا العالية تسمح برفع جودة المنتوجات وقدرة الإنتاج. في الميدان الصيدلي، شركة صيدال هي الأفضل. يسير بومدين دركاوي المدير العام هذا المخبر الذي يعد الأول من نوعه في البلاد. "ان مجموعة صيدال التي تحوز على 9.9 مليار لمجموع المبيعات، 128 مليون وحدة بيع، اكثر من 300 منتوج مسوق، 20% من حصة السوق، أكثر من 4000 عامل، اكثر من 14 بلد يستورد منتوجاتنا، 20 شريك. تهدف إلى حيازة 35 إلى40% من السوق الوطنية لعام 2013 ,حسب المدير العام في حوار مع القناة الإذاعية الثالثة, أكتوبر 2010 . تسمح هذه العناصر بإقامة إستراتيجية وطنية للتنمية و تساهم بصفة فعلية في إنشاء صناعة صيدلية وطنية جيدة". شركة أخرى مختصة في الصناعات الطبية – الجراحية، أ.م.س (I.M.C)، رائد المستهلكات الطبية في الجزائر. أنشات في 1989، تساهم في تطوير معالجة القصور الكلوي المزمن. يعتبر المخبر الصيدلي الجزائري إحدى المؤسسات الخاصة التي حققت الانتقال من مرحلة الاستيراد نحو إنتاج منتجات صيدلية مرخصة. بين 2002 و2003 قد ارتفع مجموع مبيعاتها إلى 60%. ونذكر أيضا متعامل اقتصادي في الناحية الغربية للوطن (وهران) الذي يصنع عدسات النظر مصنوعة بالجزائر 100% حسب وكالة الجزائر للصحافة نذكر أن الثمن الاستثمار يصل إلى 100 مليون دينار. مؤسسات مسؤولة في المجال الاجتماعي: مجموعة ورود الصناعية لها فروع متشعبة. وهي رائدة في ميدان العطور منذ 1963، ثم تفرعت صناعاتها وتحوز حاليا على سبع شركات توظف أكثر من 500 شخص . هذه الشركة مختصة في صنع العطور، التغليف، التعمير، مواد التجميل، الأشغال العمومية، وسائل الإعلام ونقل البضائع. تخصصت الشركة الواقعة بالوادي سوف في تدعيم المحيط عبر عدة أعمال ملموسة وتعتبر مسؤولة على الصعيد الاجتماعي اتجاه عمالها. وهكذا مستقبل الأجيال الجديدة مضمون فضلا لرواد الصناعة و فضلا لأصحاب القرار الذين يقودون التغيير بحكمة

» أسرار محاولات الاختراق الصهيوني للجزائر
» إلـى أي مـدى يمكن أن يكون التشريع مصدرا رسميا وأساسيا للقاعـدة القانونية؟؟