خاص جهينة نيوز: عارٌ على كل فنان متخاذل أو صامت.. محمد رافع بأي ذنب قُتلت؟
More Sharing Servicesشارك | Share on facebook Share on email Share on favorites Share on print
خاص جهينة نيوز: عارٌ على كل فنان متخاذل أو صامت.. محمد رافع بأي ذنب قُتلت
؟
جهينة نيوز:
القتل ثم القتل شعار العصابات الإجرامية، وضرب سورية القلعة الصامدة وشعبها المقاوم كان وسيبقى على الدوام السبب الأوحد في هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها اليوم بمكوناتها الرسمية والشعبية. فأن تنبري هذه المجموعات إلى تكفير كل سوري أعلن التمسّك بوحدة وطنه ودافع عنه بكل مايملك، فإن هذا يعني تكفير لكل سورية، بل ليس بغريب على هذه المجموعات الوهابية الوافدة بفكرها وممارساتها الإجرامية المحمولة على معتقدات ظلامية متطرفة تريد الارتداد بالمجتمع إلى القرون الغابرة، حيث الغزو والسبي وهتك الأعراض وانتهاك المقدسات وقتل كل من يختلف معها في المعتقد والتوجه وحتى الرأي.
لقد طغت هذه العصابات في ممارساتها وحقدها وإرهابها الأسود، فاغتالت بكل خسّة ونذالة الأساتذة الجامعيين وعلماء الدين وضباط الجيش والشرطة وموظفي الدولة والإعلاميين والفنانين، حيث كان آخر ضحايا الفنان الشاب محمد رافع.
قد يتساءل المرء: لماذا تغتال هذه العصابات المجرمة هذا الفنان الشاب الذي لم يعلن سوى أنه يحب وطنه سورية وينتمي إلى طهر ترابها، وهو بالمطلق شأن كل سوري شريف ضد ثقافة القتل والتكفير والقتل على الهوية التي - ويا للأسف- برّرها وأوجد لها الفتاوى بعض الفنانين السوريين الذين أداروا ظهرهم لوطنهم وتنكروا لآلام شعبهم، ويصمتون اليوم بكل ما يملكون من تخاذل عن هذه الجريمة النكراء.. ولكم كنّا نتمنى أن يطلع الآن أولئك الذين تشدقوا في بداية الأحداث وخلالها وصولاً إلى اليوم ليقولوا هل هذه "التحركات السلمية" التي بشّروا بها ودافعوا عنها؟!!.. وهل يجرؤ أحدهم على القول: إن ما يحدث اليوم هو تدمير ممنهج لسورية وإرهاب لشعبها وتفتيت لوحدتها الوطنية؟!.
هل يجرؤ جمال سليمان ومي سكاف وفارس الحلو وعبد الحكيم قطيفان ويم مشهدي ومازن الناطور وسواهم من عبدة وعبيد المال الخليجي على القول: إن قتل محمد رافع واغتياله جريمة إرهابية؟!.. نشك في ذلك، بل نجزم أن نديم الراقصات في القاهرة الذي رقص وتاجر بدماء شعبه وتباكى طويلاً على حفنة من القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون، لن يفعلها، وأن المعتوهة التي طالبت المهجّرين اللبنانيين عام 2006 باسترداد ما جمعته من الشعب السوري ومنحته لأولئك المهجرين أيضاً لن تفعلها، كما لن يفعلها أولئك الذين وقّعوا البيانات والنداءات ومشوا وقادوا التظاهرات أمام المساجد وفي أحياء دمشق للتحريض ضد الجيش السوري وقوى حفظ النظام التي تقوم بواجبها بالدفاع عن سورية وشعبها ومؤسساتها.
أما العهر الطاغي الذي لن يستوقفنا كثيراً فهو بمزاعم الفنانة كندا علوش التي قالت لقناة "فرانس 24" إن محمد رافع كان من "شبيحة" النظام وكان يهدّد الممثلين وهو خائن ووجب إعدامه!!.
إن التخاذل والصمت بل والغدر بالشعب والوطن هو خيانة عظمى وعار يجلّل كل فنان صمت وسكت عن شلالات الدم التي أُريقت في مجازر هذه العصابات المدعومة من لاعقي الحذاء الأمريكي في الرياض والدوحة.. بل إن صمتهم اليوم وسكوتهم هو حلقة من حلقات الضعف والرضا بما يجري، أما من علا صوته وأعلن تأييد جرائم هذه المجموعات الإرهابية التكفيرية هو بلا شك شريك في سفك دماء محمد رافع وسواه من الشباب السوري الذي استشهد ليقول كلمة حق.
بأي ذنب يُقتل محمد رافع يا أيها المطبّلون لحرية واشنطن ولندن وباريس وديمقراطيتها المضمخة بدماء الأبرياء في العراق وفلسطين ولبنان.. بأي ذنب يقتل فنان شاب أبدى رأيه بما يجري وأعلن أنه يحب سورية ولا يقبل أن يستظل إلا بالعلم السوري.. وأنه لن يكون إلا كتفاً بكتف مع جنود الجيش العربي السوري البواسل الذين أسقطوا هذه الحرب الكونية الشرسة، وطهروا المدن والبلدات السورية من رجس العصابات الوهابية، وداسوا بأحذيتهم بطولات وعنتريات أردوغان وآل سعود وآل ثاني.
ندرك أيها الفنانون الصامتون المتخاذلون، يا من خان بعضكم ملح وخبز سورية والسوريين وطعنهم في الظهر، أنكم لن تعرفوا كرامة ولا عزة من دون كرامة سورية وعزتها، واعلموا أن مراقص الخليج وبارات ومواخير القاهرة هي مكانكم الطبيعي، وأن دماء الشهداء وضحايا العصابات الإرهابية المجرمة ستظل تلعنكم ما حييتم، وأنكم مهما ارتقيتم لن تصلوا إلى مستوى حذاء أي شهيد سقى بدمائه الزكية تراب سورية والذين لن يكون آخرهم الفنان محمد رافع.
اغرقوا في صمتكم واسكتوا وتخاذلوا وخونوا كيفما شئتم.. فالسوريون الشرفاء الذين أزكمت روائح فضائحكم ونتانتكم أنوفهم، اختاروا أن يحبوا وطنهم ويمضوا به نحو الانتصار.. وفي ذلك اليوم القريب ستعرفون أنكم لم تكونوا إلا بؤر قيح لفظها الوطن وشعبه الحر المقاوم.