افرح يا شعب مصر محمد الفوال
فرحة المظاهره المليونيه بميدان التحرير اول امس كانت غامره برحيل احمد شفيق وباختيار عصام شرف بدلا منه لتشكيل حكومه جديده
الفرحه تضاعفت بقدوم شرف الى المتظاهرين فى التحرير ليستمد منهم شرعية وجوده وشرعية حكومته من شرعيتهم الثوريه الحقيقيه شرعية الميدان شرعية الشعب صاحب و مصدر كل السلطات
الفارق كبير بين هذا وذاك الاول استمد شرعيته من نظام فاسد .. وحلف اليمين امام راس النظام البائد الذى نزعت عنه شرعيته مع اول قطرة دماء سالت على ارض الميدان فى 25 يناير وظلت هذه وتلك وصمه سياسيه توصم بهما حكومته ومدعاه للثوار لرفض وجوده و انه ليس امامه من سبيل سوى الاستقاله او الاقاله وهو ما لم يعيه شفيق ولم يسعفه حسه (التكنوقراطى ) فى فهم منطق الثورة الذى ينفى المتاع السياسى للماضى وينفى كل انماط تفكيره التقليديه بل يتصادم معها فرضا لواقع جديد انتفض من اجله الثوار
وكان من الطبيعى ان لا يصح الاالصحيح وان لا يبقى شخص اى كان فى مكانه لا يريده ميدان التحرير واى ما كان لديه من ماضى يتصوره عتيدا ان يجعله يصمد او يثبت او يرفض او يعاند الطوفان الثورى المنبعث من اعماق الوطن و المنطلق من وجدان الجماهير بلا حدود وبلا افاق وللاسف لازال هناك من هم بيننا من لم يستوعب عنفوان هذا الطوفان من قصار النظراو المصابين بعمى الوان الطيف
كان المشهد رائعا وغير مسبوق ان تجد رئيس وزراء بلدك لاتفصلك عنه جيوش من الحرس المدججين بكل انواع الاسلحه يبعدونك بكل الاساليب غير اللائقه .. لاول مره تشعر ان رئيس الوزراء يذهب طائعا مختارا بدون توجيهات السيد الرئيس الى المحتجين يصافح كل من يقابله بود وحب ودون تعال يخطب فيهم لا لينقل لهم تحيات السيد الرئيس واكلشيهاته الممجوجه التى ملها الناس وانما ليتعهد لهم بتنفيذ كل مطالبهم ويعلن باعلى صوت وبدون استعلاء انه اذا لم ينجح سيعود الى مكانه الطبيعى بينهم متظاهرا ومطالبا مثلهم بتنفيذ كل اهداف الثوره
ثوار التحرير غمرتهم السعاده بوجود عصام شرف بينهم هم الذين اختاروه وحسوا بالامتنان ان اجيب مطلبهم بتكليف المجلس الاعلى للقوات المسلحه له بتشكيل الحكومه وهى المره الاولى فى تاريخ مصر التى يأتى فيها رئيس الوزراء تلبيه لرغبة الشعب و من اختيار الجماهير وليس من خلال حزب وليس من خلال حكمة الرئيس وابن الرئيس وحرم الرئيس لم يحدث هذا المشهد من قبل ولم يحدث ان اجيب مطلب للناس فقد كان الشعب قاصرا فى رأى زبانية النظام ورأسه ولا حاجه له لرئيس وزراء واذا احتاج فتكون منحه من الحاكم لاكمال ديكورالنظام كما كان يكمله بالاحزاب الكرتونيه لان الرئيس لديه من الحكمه و الحنكه والحبكه ما لا يجعله يحتاج الى كل هذه الكراكيب اللهم الا لدواعى البرستيج فى الوداع والاستقبال وحله وترحاله فى المطارات والحفلات والزيارات المفاجئه
كان النظام على مدى الاربعين عاما الماضيه يريح الشعب وينوب عنه فى كل شيئ يختار له رئيس الحكومه والوزراء وكباروصغار الموظفين لانه لم يكن يعترف بالشعب ولا يريد ان يحمله اعباء اضافيه لان الرئيس كان مهموما بتخفيف الاعباء ورفع المعاناه عن محدودى الدخل ولاينام الليل الا بعد ان يكون قد رفع الاثقال التى قصمت ظهر الشعب وقصفت عمره ورئيس بكل هذه المواهب والقدرات لايحتاج ان يستشير اويستشار من الشعب ولاحتى من الديكورات وعرائس الخشب وحتى اذا اخطأ واحد من الموظفين وفعل شيئا اعجب الجمهور (مصيبته سوده ) مكافأته الاطاحه به فورا كما حدث مع رئيس وزاره مره ومع وزراء ومع قيادات اخرى لمجرد انهم وجدوا هوى او قبولا لدى شريحه من الناس كان الرئيس وحرم الرئيس و ابن الرئيس يخشون ان يسرق اى مسئول مهما كان الكاميرا او يظهر فى الصوره ولذلك كان اى موظف كبير بدرجة وزير او محافظ لاينبت بكلمه عن عمله الا اذا قرنها بجملة ( بفضل توجيهات الرئيس وحكمة الرئيس وحنكة الرئيس وقال فصدق وعاهد فأوفى الى اخره )
وبفضل كل هذا المخطط افرغ الدوله من كثير من الوطنيين الذين احبهم الشعب وكم من الشرفاء دفعوا ثمنا غاليا نتيجة حب الناس وقبولهم لهم وكم من المسئولين الذين خسرهم العمل الوطنى وخسرتهم مصربسب الانانيه وحب الذات وحب الاستحواذ وقصر النظر وتغليب المصلحه الشخصيه على مصلحة الشعب والوطن
افرح يا شعب مصر الان تستطيع ان تأتى بمن يمثلك خير تمثيل بمن يتولى عنك المسئوليه بامانه ويقدر على ان يصونها وبامكانك ان تختارمن قائمه طويله من الوطنيين الاحرار و الشرفاء و الثوار الذين يقولون لك اذا لم ننجح سوف نعود اليك نصطف جانبك فى الميدان ضد الظلم والقهر والاستبداد و الفساد ونقاتل معركتك من اجل الحريه والعداله والكرامه والوحده
هنيئا لكل القوى الحيه فى هذا الوطن هنيئا لثوار التحرير وكل احرار 25 يناير فى كل بقاع مصر هنيئا لارواح الشهداء و لكل المصابين شفاهم الله وهنيئا لاهل السويس ابطال المقاومه والصمود الذين قاوموا الة القهر الامنى و صمدوا فى وجهها الايام الاولى للثوره واول من قدموا الشهداء فى مسيرة الثوره ولولا صمودهم البطولى الذى كان زادا لكل الثوارفى مصر كلها ما سقط النظام بهذه السرعه وهذا عهدنا فى تلاميذ الشيخ حافظ سلامه بطل المقاومه الشعبيه ورمزها التاريخى فى حرب 73 و تحيه لاهل الاسكندريه وقنا والمنيا والفيوم وسوهاج و المنصوره والاسماعيليه و اهل سيناء وكفر الشيخ وكل بقعه فى مصر من الصعيد الى بحرى صمدت حتى انتصرت الثوره
وكل التحيه و التقدير وتعظيم سلام لقواتنا المسلحه التى دوما تفصح عن عمق معدنها الوطنى الحقيقى عند كل منعطف تاريخى
Saawa-sa@hotmail.com