حقائق لم يرها باجبير في مواقف الشيخ القرضاوي

حقائق لم يرها باجبير في مواقف الشيخ القرضاوي
* من فتح الجليل ـ جدة:
كتب عبد الله باجبير مقالا، امس، 17/12/2002، عن الشيخ القرضاوي وقاعدة العيديد، منتقدا الشيخ لانه لم يبين موقفه ضدها بوضوح. والحقيقة ان هذا يدل على أن الشيخ يفقه السياسة. وهذا يرد على ما اورده باجبير، لأننا لدينا في الإسلام فقه يسمى السياسة الشرعية، وهو أن توازن بين المصالح والمفاسد، وأن تختار بين أخف الضررين. فعدم تكلم الشيخ عن قاعدة العيديد، لا يعني أنه غير صادق، أو أنه لا يفهم السياسة، فأحيانا تقتضي السياسة الشرعية عدم التكلم في بعض الأمور، لأنها قد تؤدي إلى منكر أكبر منه. المشكلة يا أخي أنكم لا تفهمون الشيخ القرضاوي ولا تفهمون الإسلام. وجرى في عصرنا الفصل بين السياسة والدين. فكلما قال الشيخ رأيا في قضية من قضايا الأمة طلع علينا المرجفون ينكرون عليه إقحام نفسه في السياسة، ويتحينون الفرصة، حتى إذا وجدوا شيئا هبوا ليدافعوا عن وجهة نظرهم، بأنه من الأفضل للشيخ عدم التكلم في السياسة. ثم ها أنتم تنكرون عليه عدم التدخل في السياسة، وحين تذكرون موقف الشيخ من القاعدة تنسون أن لديه مواقف أخرى، حينما انتقد دعوة وزير الخارجية (القطري) لشارون بالحضور إلى الدوحة، أو حينما طالب قطر بسحب السفير الإسرائيلي من الدوحة. ألم يكن ذلك تدخلا منه في السياسة؟ اما بخصوص قول باجبير ان الشيخ القرضاوي ترك مصر احتجاجا على السلام مع إسرائيل، فمن قال هذا؟ انه غير صحيح، فالشيخ ترك مصر لأنه لم يكن متاحا له ان يعبر عما يريد، وأنه أعير للعمل في وزارة الأوقاف في قطر، وليس احتجاجا على السلام مع إسرائيل. فالقرضاوي يفهم ابعاد السياسة أيضا. عندما لا يبين موقفه من القاعدة فهو يمارس السياسة الشرعية. وفي الختام شكرا لباجبير لانه تذكر القرضاوي في كل كتاباته فهذا يحسب له وليس عليه.