يا شباب الجزائر...احذروا الفتنة وأخمدوا نارها
الجزائر عزيزة فلا تجعـلوها هينة ولا تساوموا في شرفها
عرفت الجزائر في الأيام القليلة بعض القلاقل الاجتماعية,تحت عنوان مطالب مشروعة تتمثل في وقف الارتفاع الجنوني في أسعار بعض المواد الاستهلاكية, وهو مطلب مشروع ومعـقول, ويعكس حالة الاحتقان التي يعيشها الشارع الجزائري, جراء التفاوت الطبقي وتهاوي الطبقة الوسطى إلى الحضيض.
لكن هل هذه المطالب المشروعة تبرر تخريب الممتلكات العـمومية؟ هل تبرر رشق رجال الأمن بالحجارة؟ هل تبرر حالات النهب والسرقة ؟
ياشباب الجزائر
إن العشرات من الشباب الذين يتقدمون المظاهرات وأعمال التخريب, هم شباب ومراهقين لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن قارورة زيت أو كلغ سكر,
وهنا يحق لنا التساؤل من وراء هذه الاحتجاجات؟ ومن من مصلحته اقتلاع شجرة الأمن والاستقرار في الجزائر؟
ياشباب الجزائر
نعم ثم ألف نعم أن الوضع الاجتماعي جد مزري, وينذر بأسوأ الاحتمالات, نعم وألف نعم أن هناك تفاوتا طبقيا في أوساط المجتمع, ونعم هناك سياسة اللاعدل في توزيع الثروة, ولكن بربكم أليس هذا الوضع الذي نرفضه ونحتج عـليه هو بفعل فاعل لئيم هاله ماحققته وتحققه الجزائر في مدة زمنية قصيرة من نمو اقتصادي واستقرار أمني؟
ياشباب الجزائر
أناشد فيكم نخوتكم وطينتكم الجزائرية الأصيلة, أنتم أبناء هذه الأرض المعـطاء التي ارتوت مفاصلها بدماء أكثر من مليون ونصف مليون شهيد, وتألمت بدماء أكثر من مائة ألف ضحية إرهاب, وآلاف المفقودين والمكلومين, أناشد فيكم أيام الشدة التي كنا نرنوا فيها إلى يوم نستيقظ على وقع الأمن والأمان, وهاهو وصل وقت الأمن فكيف نعـكره؟
لست من أصحاب فكر المؤامرة, ورمي كل فتنة على مشجب المؤامرات الخارجية, لكن هذه المرة أقسم أن وراء موجة الاحتجاجات أصابع صهيوفرنسية. فليتكم تعقلون.
إن الصهيونية العالمية لم ولن تغفر لشعب الجزائر وقفته الرجولية مع شعب العراق, ومع شعب فلسطين. وكل درهم تقدمه السلطة الجزائرية لدعم فلسطين يزيد من حدة الحقد الصهيوني الإرهابي على الجزائر شعبا وحكومة, فليتكم تعقلون.
إن فرنسا العجوز التي لازالت بكل وقاحة تتباهى بماضيها الاستعماري في الجزائر, ولم تفكر حتى في مجرد الاعتذار اللفظي عن جرائمها, هل تتوقعون منها الرضى على تسارع وتيرة النمو والاستقرار في الجزائر؟ فليتكم تعقلون.
ياشباب الجزائر
حرام أن نقتلع شجرة الأمن والنمو بأيدينا ونشفي صدور قوم صهيونيين وامبرياليين واستعماريين, احتجوا كما تشاؤون, ولكن بطرق سلمية حضارية راقية, احتجوا بطريقة مؤدبة تنالكم إعجاب وتقدير العالم.
ياشباب الجزائر
أعيذكم بالله أن تكونوا أيدي طيعة في يد عملاء الاستعمار والصهيونية, أو في يد أصحاب المصالح الخاصة في الداخل والخارج, فوتوا عليهم الفرصة, وبرهنوا أنكم أكثر وعيا من أن تنطلي عليكم مؤامرات ودسائس الصهاينة والمستعمرين وأشياعهم في الداخل والخارج ولدى الصديق والشقيق.
حرام حرام حرام أن نخرب بيوتنا بأيدينا
هل غلاء الأسعار مبرر لتحطيم مكاتب البريد والبنوك والمحلات التجارية؟هل هذا مبرر للسطو والنهب والاستيلاء على الممتلكات الخاصة والعمومية بالنهب؟
أعيذكم بالله, وأناشد فيكم أصالتكم وماضيكم المجيد, أن تحذروا الفتنة وتخمدوا نارها.
وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله
والله أكبر وعاشت الجزائر حرة عزيزة
أخويا: خميس حدودة